أصــــــــــــداء
“مؤتمر الأمة الإسلامية لنصرة الشعب السوري”
ناصر الفضالة
اختتم بالأمس في مدينة اسطنبول مؤتمر الأمة الإسلامية لنصرة الشعب السوري، الذي حضره كوكبة من علماء الأمة الإسلامية من بلاد الشام والجزيرة العربية والعراق واليمن وماليزيا وفلسطين والبوسنة والهرسك وغيرها من بلاد المسلمين جمعهم هم النصرة والوقوف مع شعب سوريا الذي أصبح يقف وحيداً في مواجهة المشروع الطائفي البغيض الذي تتولى كبره جمهورية الملالي الإيرانية وأذنابها في العراق ولبنان وبقية دول العالم العربي هذا المشروع الذي ينوي أصحابه تقسيم دول المنطقة على اساس الإنتماء الطائفي بقيادة اجندة الولي الفقيه التي تعد من اسواء الدتكتاتوريات المتلبسة بلباس الدين المذهبي الإقصائي الشيعي.
استمعنا في المؤتمر لقصص يشيب منها الولدان من البطش والتنكيل والقتل والمآسي التي يتعرض لها الشعب السوري على أيدي قرامطة العصر
وقد أثارت مشاعر الجميع واستفزت نخوتهم تلك المرأة السورية التي كانت تتحدث بالمؤتمر مكلومة عن حقائق مخزية ارتكبها شبيحة السفاح بشار فقد افادت انهم في الشام قد وثقوا حالا إغتصاب تزيد على “نصف مليون” حالة، بمنهجية متعمدة للإذلال وإهدار كرامة الشعب حتى وصل الأمر لإغتصاب الفتيات الصغيرات أمام آبائهن وذويهن ثم ذبحن أمامهم بالسكاكين والفؤوس وختمت كلامها تخاطب نخوة الإسلام والرجولة في ابناء الأمة الذين لم يتحركوا بعد نصرة للعرض والدماء.
كما استمعنا للبطل خالد أبو صلاح الذي خرج متسللاً من حمص ليكون في المؤتمر ولينقل الصورة المأساوية لما يحدث لأهل حمص حين غادرهم منذ يومين فقد حذر الجميع قائلاً: تركت ما يزيد على ثمانمائة أسرة بحمص يحكم شبيحة النظام حولهم الحصار ويستعدون خلال الساعات القادمة ليرتكبوا فيهم فضاعاتهم التي اعتادوها في غيبة الضمير العربي والدولي من قتل وتقطيع وتفجير واغتصاب تعجز عنها شياطين الإجرام عبر تاريخ البشر.. وكان مما قاله وابكى الجميع: لوكنت متأكداً من وصولي اليكم لأحضرت لكم معي ظفائر حرائر حمص لتروها بأم أعينكم لعلها تجعلكم تسارعون بنخوة المعتصم لإنقاذهن.
شيخ الأقصى “رائد صلاح” كان حاضراً بقوة وشموخ ووضوح فقد ربط بين احداث بلاد الشام ومصير القدس وكل تراب فلسطين حين ألقى كلمته القوية في المؤتمر وكان مما قاله: ان احداث الشام هي ارهاصات الفتح لفلسطين فالقدس لن تحرر من الصهاينة إلا انطلاقاً من دمشق والمسجد الأقصى سيفك أسره على أيدي الفاتحين المنطلقين من ساحات المسجد الأموي وغزة ،ورام الله، والظفة الغربية ستتحر انطلاقاً من حمص، وحماة، ودير الزور. وقال كذلك نحن ندرك جيداً ابعاد المشروع الإجرامي والتواطؤ الدولي الذي يقف خلفه كما ندرك بل ونوقن ان النصر والغلبة على هذا المشروع الخبيث ستكون للمرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس في الشام.
لقد كان مؤتمراً حافلاً بالإرادة والتطلعات والأمل قاده علماء وشيوخ نحسبهم صادقون في مسعاهم للم شتات الأمة واستنهاضها لتقف من جديد في وجه البغي والظلم والإرهاب المتواطيئ لمسخها والقضاء عليها، كما خرجت عن المؤتمر قرات وتوصيات وفتاوى لا يتسع المقال لنقل تفاصيله ولكن ننقل أهمها:
أكد المؤتمر على ان ثورة الشعب السوري هي ثورة حق ضد الظلم والطغيان تطالب بالعدل والحرية والكرامة وجبت مساندتها بكل الوسائل المتاحة.
كما طالب البيان الختامي بتسليح الجيش السوري الحر وخاصة من قبل الدول العربية التي طالبها بإفساح المجال أمام الشعوب العربية لتقوم بدورها في دعم المجاهدين السوريين للدفاع عن دمائهم وأعراضهم وتحرير وطنهم من الطغيان. كما حذر المؤتمر من المخطط الطائفي الذي يستهدف العالم العربي بنشر الفتنة والصراع الطائفي الذي يفتت الامة ويؤدي للإقتتال بين أبناءها على اساس الهوية والإنتماء الطائفي.
وقد أفتى العلماء بالمؤتمر بحرمة دعم النظام المجرم في سوريا مالياً ومعنوياً و وبينوا حرمة الركون اليهم مصداقاً لقوله تعالى: “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون”
كما أفتوا بحرمة القتل بين أبناء الشعب السوري على أساس الهوية او الطائفة في غير ساحات القتال او قتل الذين لا يقاتلون من النساء والشيوخ والاطفال والآمنين من المدنيين اقتداء بهدي نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام
وقد اتفق العلماء على مطالبة العلماء بالعالم العربي بارسال وفود منهم لزيارة اللاجئين السوريين في اماكن تواجدهم على الحدود التركية والاردنية واللبنانية لتثبيتهم ورفع معنوياتهم وتصبيرهم على ما يعانون.
و تشكيل هيئة من العلماء والوجهاء وقادة المجلس الوطني السوري لترتيب زيارات لحكام الدول العربية وحثهم على أداء واجبهم في دعم الشعب السوري وعدم تركه وحيداً في محنته يواجه القتل والاغتصاب والتشريد
خرج الجميع من المؤتمر وقد تعاهدوا على العمل الدؤوب والجاد لجمع الصفوف وشحذ الهمم وتحريك الشعوب لتفزع وتهب هبة رجل واحد في مواجهة الخطر الداهم على الأمة ودعائنا للمولى عز وجل ان يسدد الرأي ويبارك الجهد متأسين بقول المولى عز وجل:
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )
أصـــــــداء
بعد طول مخاض .. مصر تختار “مشروع النهضة”
ناصر الفضالة
انتخابات الرئاسة المصرية برغم كل ماشابها من ارهاصات وتعقيدات ومكائد وتجاذبات قد أفرزت واقعاً جديداً يعكس تطلعات أبناء مصر الذين ذاقوا على مر عقود وسنوات طوال عجاف؛ الويل وشتى أصناف المعاناة والقهر والنهب والإستئثار من قبل السراق والنهابين حتى صارت ثروات أرض النيل وخيراتها ملكاً حصرياً يتحكم به طغمة لا تزيد على ثلاثمائة من القطط السمان الجشعة التي إعتادت ألاتبقي ولا تذر.
وعند بداية الانتخابات الرئاسية تدافع الناس لمراكز الإقتراع تحت شمس الصيف اللاهبة كباراً وشباباً رجالاً ونساء في حماس وحيوية وابتسامات الفرح بحرية الإختيار تعلوا الوجوه حتى ان بعض الناخبين كانوا يتوافدون زرافات منذ ساعات الصباح الأولى على أبواب المراكز قبل ان تفتح، وفي مواقف طريفة لخصت المشهد والمزاج العام للشعب التواق لإنتخابات حقيقية صادقة خالية من نسبة “الأربع تسعات” المعهودة التي كانت كتعويذة لازمت الزعماء الغابرين.. سأل حارس أحد المراكز الإنتخابية إحدى النساء الواقفات عند البوابة قبل فتحها: منذ متى تنتظرين هنا ياست؟.. فأجابته وقد ارتسمت على محيّاها ابتسامة مغتبطة مشوبة بالسخرية “منذ ثلاثين سنة يافندم”!
وأخيراً وبعد مخاض عسير في انتخابات عجيبة تميزت بالمفاجئآت والتداخلات ومحاولات الإبتزاز السياسي من قوىً سياسية كشفت أوراقها اللهفة المحمومة لتحقيق مكاسب ذاتية وفئوية غطت بشكل سافر على شعارات التجرد في خدمة الوطن وتخليصه من براثن البلطجية والفلول والعسكر، وبعد حصول د.محمد مرسي على نسبة 51.8% وفوزه بالمعركة الانتخابية الرئاسية ليكون أول رئيس لمصر بعد ثورة 25 يناير لابد لنا من التعرف وإلقاء الضوء على ملامح المحاور السبعة التى يرتكز عليها مشروعه للنهضة تحت مسمى«رؤية لبناء الأمة المصرية» والتي تتلخص في بناء النظام السياسى والتحول للاقتصاد التنموى والتمكين المجتمعى والتنمية البشرية الشاملة، وبناء منظومة الأمن والأمان وتحقيق الريادة الخارجية ومجموعة الملفات الخاصة.
هذا المشروع الذي لايتسع لنا المجال في هذه العجالة أن نجول في تفاصيله التي عمل على التفكير فيها وإعدادها وصياغتها نخبة من خيرة أبناء مصر على مدى سنوات طوال، وتم نشر مشروع النهضة على موقع حملة د. محمد مرسي الإنتخابية بعنوان «نهضة مصرية بمرجعية إسلامية» وحمل بين تفاصيله المحاور السبعة التى يعتمد عليها المشروع الذى أكدت خريطة زمنية نشرت أيضا بموقع الحملة أن ثماره ستصل إلى المواطنين بعد أربع فترات رئاسية، بحيث تتضمن الفترة الرئاسية الأولى: التأهيل للمشروع، ثم تكون الفترة الثانية: إعادة البناء والتشغيل، والثالثة: لمرحلة انطلاق النهضة، والرابعة: هى مرحلة الثمار، وهو ما يتطلب الانتظار حتى عام 2028.
بلا شك هو مشروع كبير واستراتيجي يحتاج لجهود جبارة تعيد الأمور الى نصابها الصحيح وتعيد الريادة لمصر في عالمها العربي والإسلامي وهو مشروع يحتاج لرجال يحملون همماً تنؤ منها الجبال الرواسي ناهيك عن المعارك الشديدة التي يجب ان تخاض لتطهير مراكز النفعيين والفلول الذين تغلغلوا في مفاصل الدولة المصرية على مدى عقود بالإضافة لمخططات الهيمنة الإقليمة والدولية المتربصة والتي ستكون أشد شراسة في محاولاتها لإفشال مشروع النهضة الذي يشكل تهديدا حقيقياً لاسطورة الشرق الأوسط الجديد تلك الأسطورة التي يريد مطلقوها مسخ الهوية والثوابت والإنتماء لتمزق كل ما من شأنه نهضة الأمة من جديد.
أمنياتنا لمصر وشعبها بالتوفيق والوصول لمبتغى الخيرين من أبنائها الذين هم اليوم عى أبواب التمكين لإدارة دفة الاصلاح الحقيقي بالتعاون مع كافة القوى المصرية التواقة للتغيير للأفضل ولن تعدم أرض الكنانة همم الصادقين الذين يسيرون على نهج نبي الله يوسف الذي خرج من غياهب سجون القهر والتلفيق ليصلح البلاد وينفع العباد ويخرجهم من سنوات القحط العجاف، ولعل المفارقة العجيبة اليوم تتمثل في خروج فرعون مصر الأخير “حسني” من الحكم الى السجن مخزياً بظلمه، وخروج “محمد مرسي” من ظلمات السجون مرفوع الهامة الى سدة الحكم لإصلاح ما افسده الفراعين الغابرين.
ولايسعنا أمام هذا المشهد المهيب إلا أن نردد خاشعين
قول الحق تبارك وتعالى: ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ).
“ياشام معذرة..فقد فضحنا الخنوع و تخاذل الزعماء!”
ناصر الفضالة
“ما للعروبة تبدو مثل أرملة
أليس في كتب التاريخ أفراح؟.”
لايمر يوم إلا وتصدم عيوننا وأسماعنا أشلاء وصرخات أطفال ونساء سوريا حين تمزقها أيادي وسكاكين وراجمات الغل الوحشي الذي تمارسه وحوش العهر الطائفي الذي تتولى كبره عمائم الغل القابعة في قم والنجف وضاحية الغدر الجنوبية بإسناد ذئاب الشحن العلقمي المنتشرون بين ظهرانينا في الخليج العربي بالمال والمتطوعون للقتل والتمويل بوقاحة بات بني صهيون يحسدونهم على فجاجتها.
ابناء الشام قد أعذروا أمام الله حين هبوا بأبناءهم ونساءهم وأطفالهم يتصدون لمشروع الغدر وتحالف علاقمة العصر..ورددوا صيحتهم المدوية ..مالنا غيرك يا ألله.. ليكشفوا عجزنا وتهاوننا في نصرة دماءهم وعرضهم..وأمام هذا العجز العربي والغفلة تذكرت إشارات استطاع أمير الشعراء أحمد شوقي أن يلتقطها عن دمشق منذ قرن من الزمان، بنظرته التاريخية الثاقبة، علها توقض زعماء الأمة وقادتها فيدركوا دلالاتها بعد كل هذا التاريخ حين قال:
“وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق.
جزاكم ذو الجلال بني دمشق
وعز الشرق أوله دمشق.”
أدرك ابناء الشام أن الثمن سيكون فادحاً ولكنهم توكلوا على الجبار ومقدر الآجال ولم يبخلوا.. فماذا فعلنا لنصرتهم؟.. وماذا فعلنا لندفع عن أنفسنا مصيراً أسود حالك السواد لو لاسمح الله نجح مشروع القرامطة الجدد في اختطاف بلاد الشام وأحكموا قبضتهم عليها.. هل يستوعب قادتنا عبر التاريخ القريب والبعيد؟حين يسارع بعضهم لحصار الدعم الشعبي لأهلنا في سوريا، أم أن ارادتهم قد نزعت ورهنوا أمتهم في أيدي القرار الدولي المنافق، الذي لايعرف سوى لغة المصالح والغايات الاستعمارية التي تزيده سطوة وتغولاً على المشرق العربي.
الشام من اكناف بيت المقدس وقد وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً:
“لَا تَزَالُ طائِفةٌ مِن أُمَّتي عَلَى الحَقِّ ظاهِرِين على مَن نَاوَأَهُمْ، وَهُمْ كالإِنَاءِ بينَ الأَكَلَةِ حتَّى يَأْتِي أَمْرُ اللهِ وهُمْ كَذَلِكَ”. قليل وأين هم؟ قال: “بأَكْنَافِ بيتِ المَقْدِسِ”. وفي رواية أخرى”لَا تَزَالُ عِصابَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلونَ علَى أبوابِ دِمَشْقَ ومَا حَوْلَهُ، وعلَى أبوابِ بيتِ المَقْدِسِ ومَا حَوْلَهُ، لَا يَضُرُّهُم خِذْلانُ مَن خذَلهم، ظَاهِرِين علَى الحَقِّ إلى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ”.
أبناء الشام وأبناء أرض الإسراء يعرفون جيداً هذا الحديث وغيره من أحاديث المبشرات لأرض الشام وهذا هو السر الذي يجعلهم يصرون على الصمود والثبات الذي يزيد من غيظ الحاقدين من غربان الغل الطائفي القرمطي البغيض.. ويبقى دورنا المفقود في النصرة والوقوف بقوة مع أولائك الذين يقفون في الخندق الأول في تلك الأكناف المباركة لبيت المقدس يشعرنا بحجم الخزي والعار الذي يتملكنا حين نتركهم وحدهم .. بينما ننتظر دورنا كالنعاج!
لقد ضيعنا القدس بتخاذلنا، وضاعت بعدها عاصمة الرشيد “بغداد” حين تحالف “العلوج” مع الفرس وشهدنا بأم أعيننا كيف فُعل بأبناء الفلوجة كما تواردت لنا أنباء المجازر التي ارتكبتها كلاب الطائفة في “النواصب” وأبناءهم ودورهم ومساجدهم وعرفنا يقيناً كيف مسخت هوية “البصرة “العربية حتى أصبح اللسان الغالب فيها “فارسياً” والعملة “توماناً” إيرانياً
فهل سنقبل العيش بذلٍ يسمح أن يذبحنا في بيوتنا علقمياً متواطئاً جديداً ؟ أو تحكمنا عمامة الغل والحقد الدفين بشريعة النار والإلحاد المجوسية؟
هل تكفي معذرتنا للشام وشعبها الذي تعالت من حناجر حرائرها وأطفالها صرخات النداء تلو النداء مستنهضة نخوتنا الاسلامية والعربية؟ .. وهل يكفي الإعتذار للشرف المذبوح على أيدي وحوش الغدر؟ كيف سنواجه جبار السموات والأرض حين نسأل يوم الحشر عن واجب النصرة؟.. وهل ستشفع لنا دموع الندم يوم لايغني شيئا؟.. والله الذي لاإله سواه لامنجى ولاعذر لنا إلا بأن نكون رجالاً يسترخصون الروح وكل ما يملكون نصرة لدين الله وأتباع دينه ويكفينا ذلاً وخذلاناً وخنوعاً فقد ملت منا تلك الصفات.
عربدة الإرهاب الطائفي تغتال مروءة “الظفيري”
ناصرالفضالة
كما حدث مع من سبق الظفيري من شهداء إرتقوا الى جبار السموات والأرض يشكون إليه ظلم من باعوا أنفسهم للشيطان واستباحوا دماء المخالفين بتحريض عمائم الفتنة والبغي.. بنفس الأيدي والأدوات سقط الجرحى والقتلى من مقيمين ومواطنين من أمثال خالد السردي، كما قتلت عمدا زهرة صالح، وسبقها المعمري الطاعن في السن وكاشف وإخوانه من رجال الأمن، وعرفان المؤذن الذي ازعج تلك الشياطين بصوته العذب حين كان يردد نداء الحق داعياً للصلوات الخمس فتسابقت اليه سيوف وسكاكين الغدر لتقطع لسانه وتوسعه طعناً حتى غادرنا لدار الحق عند الديان..ثم أنكروا وجوده ناهيك عن قتله والتمثيل به!
كبراء العربدة الطائفية لم يقنعوا بأفعالهم البشعة حين استهدفوا الآمنين في الشوارع والبيوت والمساجد والطرقات بل زادوا منها حين أنبروا يشككون في ضحاياهم ويسارعون في فبركة الروايات القبيحة في محاولاتهم البائسة ليلبسوا جرمهم لسواهم مستخفّين بعقول الناس بأكاذيبهم السقيمة التي تزيد تلبسهم واصرارهم على همجية تعافها الوحوش والبهائم.
“أحمد الظفيري” شاب في مقتبل العمر لم يتجاوز ربيعه السابع عشر أبت مرؤته ونخوته أن يقوم غربان الإرهاب بسد الشارع الرئيس عند الدوار الثامن عشر بمدينة حمد بالإطارات المشتعلة حين تصادف مروره بالمكان مع صديقه راكان فترجل مسرعاً وتناول عصاً طويلة وجدها في المكان وبكل أريحية سارع لسحب الإطارات المشتعلة ليميطها عن الطريق وليفتحه للعابرين حتى لا يتأذوا.. متأسياً بالهدي النبوي الراقي.
يقول راكان: لمحت حينها خمسة ملثمين يرمقوننا عن بعد من خلف النيران والدخان المتصاعد من حريق الإطارات، وكنت أحاول الإتصال بالنجدة للمساعدة حين شعرت بتحركات مريبة منهم فقد تراجعوا أمتاراً من مكانهم الذي يرصدوننا منه، وفجأة دوى الإنفجار المروع والتفت صوب أحمد فإذاهو شعلة من نار تركض وسط الطريق على غير هدى فسارعت إليه محاولاً إطفاءه وكان ذلك سبب ما أصبت به من حروق في يداي وأجزاء من جسدي.
ومنذ الواقعة التي مر عليها شهران كان أحمد في غيبوبة تحت العلاج في محاولات لإنقاذه من الحروق والشظايا التي أصابت جسده اليافع جراء الإنفجار الذي استهدفه عن بعد حين تحرك بنخوة لفتح الطريق وإبعاد الأذى.
“احمد الظفيري” يروي أخاه “بوسعود” أنه كان حيياً قليل الكلام عبّر عن سخطه الشديد من اعمال العنف التي تحركها أصابع وعمائم التحريض والإرهاب تلك الأصابع كانت سبباً في انهاء حياته وقتل أحلامه التي طالما حلق بها في سماء المستقبل والحلم الجميل الذي تمناه لوطنه وأحبابه من حوله.
كان جثمان الشهيد في مقبرة الرفاع مهيباً وهو مسجى ومغطى بعلم البحرين، بينما كانت عيون الآلاف من حوله تذرف دموع الأسى ويتطاير منها شرر الغضب ..من فعلة الأيادي الآثمة المدفوعة بالغل والتحريض والحقد الطائفي القاتل..والغضب من تمادي الإجرام وتزيينه بأنه ثورة ونضال من خلال أبواق فحيح الأفاعي في فضائيات الفتنة وصحف الفبركة والتدليس.
الغضب” كان ولايزال يتجدد بين شرفاء الوطن كلما تمادى مرتزقة الإرهاب في غيهم، وكلما تغافلت أيادي القانون أن تطالهم، أو تقاعس القضاء وتردد في ردع المفسدين.. الغضب المتزايد.. كلما دفن أصحاب القرار رؤوسهم في رمال الوهن، وكلما أمعنوا في الرخاوة مع الإجرام، وكلما تجاهلوا القصاص.. نعم القصاص بالقانون وبالحق وبالقرائن وبعدالة السماء..فذلك وحده ما يمكنه أن يطفئ الغضب أمام الظلم والبغي وسفك الدماء حتى لاتعم الفوضى، ويهم الناس بالإنتقام وأخذ ثاراتهم بأيديهم فتسيل الدماء بغير حساب..أو عقل.
” ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون “ (١٧٩- سورة البقرة).
عن أي حوار تروجون؟
ناصرالفضالة
تتسرب بين الفينة والأخرى أخبار قد لاتكون جدية يقصد من وراء نشرها جس نبض ردود الأفعال بين الناس حول وجود وساطات داخلية وربما خارجية، ولقاءآت خفية تمهد “لحوار” على نحو ما بين جهات رسمية وبين من أشعلوا البلاد وروعوا العباد من الإنقلابيين الذين نصبوا أنفسهم ثواراً “قسراً” بإسم الشعب..!فيتردد أنه حوار بشروط .. وحوار غير مشروط .. تردد مشاورات .. تمنع.. تأجيل.. أزمة لابد من للخروج منها.. ويستمر المسلسل والبلبلة والحيرة تؤرق البسطاء وأصحاب المظالم والحقوق!
لاتشغلوا الناس بتلك الترهات وتعرفوا على رأيهم في ما يحدث في طرقاتهم وشوارعهم ومجالسهم فلديهم مطالب تمس حياتهم وأمنهم ومعيشتهم وهمومهم حدثوهم عن آليات الإصلاح الحقيقي الملموس دعوهم يلمسوا واقعاً يتغير للأفضل نحو وقف الفساد الإداري والأخلاقي، والهدر المالي، ارجعوا لهم ثقتهم في هيبة الدولة والقانون وعدالة واستقلال القضاء.. أشعروا المواطن بالأفعال قبل الأقوال بالطمأنينة على مستقبل واعدٍ للمقدرات ومصير الأجيال..تلك أولويات الناس وليس التوسل في سراديب الحوار العبثي!
تلك التسريبات التي يكلف “مستشار الإعلام بالديوان” بترويجها في الصحف ووسائل التواصل الإجتماعي تثير حفيظة الناس واستغرابهم لانها تأتي مبهمة في أوقات يكونون فيها في حالة غضب واستياء نتيجة لضعف الاحكام إن لم يكن غيابها على من يتسببون في مواصلة مسلسل العنف في الشوارع وتعالي صيحات التحريض التي تمارسها عمائم الفتنة، وتدعو إلى السحق وتباركه وتبرير كل فعل من شأنه تدمير الوطن وتهديد المكتسبات وتقويض اقتصاد البلد وتخويف أصحاب رؤوس الاموال وترويعهم وتطفيشهم!
السؤال الذي هو بمثابة رد مفحم على تلك المساعي الخائبة والمجردة من الحصافة والتوفيق يأتي صارخاً محتجاً متميزاً من الغيظ : مع من ستتحاورون؟ هل أنتم جادون؟ وهل امثال هؤلاء يستحقون المحاورة؟
وهل ينطبق على ما تدعون إليه تعبير ومصطلح “حوار” أم صفقات؟ أم أن التعبير الأصح في هذه الحالة يجب أن يكون: “مفاوضات الحروب لوقف الإبتزازبالإرهاب”
من يصر ويفاخر ويجاهر بأنه يكبد اقتصاد البلد خسائر فادحة بتصعيد ما يسميه “ثورة سلمية” حين يحرق الشوارع العامة ويهدد المارة بقنابل المولوتوف الحارقة بل ويستهدفهم بها، ومن يشعل شارعاً حيوياً في وسط الحي التجاري بهدف بث الرعب في نفوس زوار البلد من سياح ورجال أعمال موجهاً رسالة وعيد مفادها: إرحلوا وإلا فنحن هنا لكم بالمرصاد لنحرق مشاريعكم ، هل يعقل أن تحاوره الدول حين يرتكب هكذا أفعال، أم يجب أن تُعاقِبه وتفرض عليه قوة القانون وهيبة النظام؟
هل يُقبل الحوار مع من لايعترف بأي شرعية في البلاد إلا شرعية الولي الفقيه؛ الذي يبسط هيمنته وأوامره وأجندته وتفاصيل مشروعه لإختطاف البلد ليكون محافظة تتبع جمهوريته التي أظفى عليها قدسية السماء..ويشرف على تطبيق كل مايريده الفقيه القابع خلف ضفة الخليج العربي الشرقية-الخليج الذي يسميه فارسياً- ويقوم وكيل المرجع في البلاد على تفاصيل مشروع التقويض، والإختطاف والإفتراس؟.
هل نقتنع بالحوار مع من سخر جهد الليل والنهار والأموال والأسفار للقاء غربان الظلام وأعداء الأمة ممعناً في الكذب والتزوير والتلفيق والتشويه مستنجداً بضباع الكون ومستعدياً، ومتوسلاً تدخلهم لتمكينه من مشروع الخيانة، والغدر ليحقق أحلام أسياده المجوس في إقامة امبراطورية الحقد والغل الفارسي الباحث عن ثاراته في دماء وأعراض احفاد الفاروق عمر فاتح، امبراطورية الفرس ومقوض “مملكة النار”.
هل من مسوغ للحوار مع من يعتبر نفسه ظل الله في الأرض من أطاعه وحقق رغباته وخضع لها فقد أطاع الله ومن خالفه أو عصاه فقد أغضب الرب وخرج من ملته..وهل يحاور من كان هذا منهجه من لا يعترف بوجودهم ويعتبرهم غاصبين، محتلين “نواصب” لايستحقون إلا المشانق التي نصبها ليعلق فيها من يتعبد وتقرب بقتلهم وفاءاً -بزعمه- لثارات “الحسين” وكربلاء؟!
كيف تحاورون من يصيح ليل نهار في فضاءآت قنوات الفتنة “الموت للمخالفين.. إرحلوا.. إنتهت الزيارة.. إرحلوا للزبارة.. ولامكان لغير أتباع الإمام .. ونحن الشعب.. والباقي مرتزقة .. بلطجية.. عبيد.. مجنسون..طارئون .. ونحن السكان الأصليون؟!.
هل سيكون الهدف من توسل الحوار مع هؤلاء ان يعترفوا بأنهم قد أخطأوا في حق الوطن والإنتماء للبلد؟
هل نسيتم أن في الولي الفقيه خصلة وصفة لا يملكها سواه من البشر؟ إنه خلق ليطاع، وليس هناك مجال لمراجعة من أسبغ عليه أتباعه “القدسية” و”العصمة” من الزلل!
يا من تروجون لحوار الطرشان وحوار التبرير للإرهاب الخوان، والقبول بمنهج الإقصاء و”السحق” و”القتل” والحرق دون عقاب.. وإختطاف بلد بأكمله بشعارات تفبرك ثورة مزعومة تصدى لها رجال ونساء يذوبون ولاءاً وحباً في للوطن.. ألا فلتتيقضوا قبل فوات الأوان فالأوطان لا يحميها أصحاب النفس القصير، ولا من تنخلع قلوبهم رعباً من سماع نعيق الغربان، ولتكن لكم من قصص التاريخ عبرة قبل أن تبكوا ملكاً مضاعاً لم تحافظوا علية كالرجال.. وأي رجال؟ رجال الحق والعدل، والصدق، وهمم الجبال.
وحوش الطائفة تذبح أطفال”الحولة”وتبشع بأجسادهم
وحوش الطائفة تذبح أطفال”الحولة”وتبشع بأجسادهم
ناصر الفضالة
في ليلة حالكة السواد إرتكبت عصابات الطائفية الحاقدة التابعة، والمتواطئة مع بشار السفاح وشبيحته مجزرة بشعة في منطقة الحولة بمحافظة حمص أدت لمقتل126 شهيداً بينهم 55 طفلاً لا حول لهم ولاقوة بعدما ألجأهم القصف العشوائي للتجمع في بيوت القرية فتسلل المجرمون ليجهزوا عليهم بالسكاكين وخنقاً بالأيدي وتكسيراً للجماجم الطرية بأعقاب البنادق والفؤوس في خسة لم يعهدها البشر الأسوياء على أيدي من يدعون زوراً وبهتاناً تعلقهم بحب آل بيت نبي الرحمة والإنسانية!.
ذلك الأسلوب الهمجي في القتل والتنكيل يدل على مدى الشحن والتحريض الذي تمارسه مرجعيات الفتنة من مصاصي الدماء القابعين في جحور الكراهية والحقد الفارسي المجوسي حين سولوا لأتباعهم ذلك القتل البشع والهتك وأغتصاب الأعراض بحجة تخليص الارض من رجس من أطلقوا عليهم زوراً”النواصب” أي من يناصبون آل بيت النبي العداء.. كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً.. فتلك الأفعال التي تعافها الوحوش والبهائم، وتغلف برداء الدين لا تخرج إلا من شياطين مردوا على الفجور واتباع النزوات والشهوات المشوهة الممسوخة في القتل والتشفي من المخالفين.
أي دين، وأي مذهب، وأي عقيدة تعطي لأتباعها المسوغ لكل هذه الأحقاد والوحشية في انتهاك كل ماهو مصان ومقدس لدى موحدين مسلمين يتبعون نفس الدين ونفس النبي الذي يدعي هؤلاء المجرمون حبه وحب أل بيته.. فقد نكلوا بالنساء واستباحوا أعراضهن وقتلوا الصبيان والاطفال بابشع ما يكون القتل واستهدفوا منارات المساجد بالقصف والتدمير وأستساغوا حرق القرآن وامتهانه بعدما سموه بمصحف النواصب..ثم ملئوا الدنيا صراخاً وعويلاً بأكاذيب المظلومية التي تقع عليهم وعلى مذهبهم.
في ظل التواطىء العالمي والتخاذل العربي والإسلامي يمضي اتباع مشروع الولي الفقيه الصفوي في مخططهم البشع لإبادة أبناء السنة في مواقع محددة إختاروها وخططوا لها منذ سنين وقد انكشفت تلك المخططات في مواطن عديدة بشكل لا يدع مجالاً للشك وحذر من هذا الخطر الداهم العلماء المخلصون، والمحللون والمراقبون وكشفت وثائق ومواقف وأحداث كثيرة تفاصيل هذا المشروع ولا يزال زعماء العرب والمسلمين متمسكين بمقاعد المتفرجين على ما يحدث وكأن الأمر لا يعنيهم ذاهلين عن أعتاب بيوتهم التي بدأت تشتعل بنار ذلك الحقد الفارسي البغيض.
الشعب السوري الذبيح على مرأى ومسمع من العالم لا يواجه جيش وشبيحة وعصابات بشار من ذئآب العلويين وحدهم فقوات النخبة الفارسية “الباسيج” هم من يقوم بقيادة كل عمليات القتل الوحشي والتبشيع بأجساد السوريين من أحفاد خالد بن الوليد، يعاونهم في ذلك الجرم ضباع فيلق ما يسمى بالقدس، وجيش المهدي الذين يشحنون بشكل يومي من أراضي العراق بعد فتح باب التطوع والتحريض السافر لإقامة دولة القرامطة الجدد في أرض الشام، يساندهم ويشاركهم بصيحات “ثارات الحسين” .. سيد الدجل للمقاومة المزعومة في لبنان وتساندهم في جرمهم المفضوح “موسكو، وبكين” بالعتاد والسلاح، و”الفيتو” كما يتقاطر عليهم الذئآب المتطوعون لنصرة الدولةالمهدوية المزعومة من العديد من دول الخليج العربي ممن شحنت جيناتهم الطائفية بالحقد والغل والتعطش للشرب من دماء أحفاد عمر الفاروق والصديق أبا بكر، والولوغ في استباحة اعراض صباياهم ونسائهم.
من يقتل جنود وظباط الجيش السوري حين يمتنعون عن قتل اخوتهم واهلهم بالشام حين يفكرون بالانشقاق والنأي بأنفسهم عن خيانة مواطنيهم؟ إنهم ضباط الفرس الذين اصبحت لهم الصولة واليد الطولى في ما كان يطلق عليه “الجيش السوري العربي”!!
من يحلق بطائرات الجيش السوري ليقصف ويدمر ويحرق المدن السورية الثائرة وقرى الريف المنتفض ضد بطش وظلم السفاح بشار؟ بعد امتناع الطيارين السوريين الشرفاء من ضرب اهليهم؟ إنهم الطيارين الإيرانيين الذين ارسلهم ولي فارس الموتور ليمهدوا لقيام امبراطورية الملالي في أرض الشام!.
إنها نفس المشاهد التي شهدناها في العراق قبل التمكين لأحذية الفرس وذيولهم لحكم بغداد تتكرر اليوم في ارض الشام .. هل تذكرونها ام تبخرت مع دماء شهداء العراق الذين قضوا في تفجيرات واغتيالات مدن وقرى العراق.. هل تذكرون مذبحة جسر الرصافة وتطهير القرى والأحياء الكاملة من “النواصب” على أيدي جيش المهدي واتباعهم..وهل لا زالت صور القتلى في شوارع الفلوجة ومساجدها تؤرقكم؟، هل نسيتم حواجز القتل على الهوية حيث يقتل خالد وعمر وعثمان وابوبكر وعائشة؟
نفس السيناريو ونفس المشاهد ونفس القتلة ونفس الدماء..تتكرر فهل من معتبر..ام لازال في النفوس بقية من طول الأمل والتسويف؟
أما مواقف حكام ألعرب المتخاذلة.. فقد صدق فيهم قول إبن تيمية: “لا أظن أن الله سيغفر لحكام زماننا سكوتهم وتخاذلهم في نصرة أهل الإسلام وهم يرون هذه الفظاعات والرزايا التي وقعت في بلاد الشام.”
رحم الله ابن تيمية فقد عاش وشهد التنكيل في بلاد الشام وأهلها كما نشهده اليوم فهل ستهب فينا همماً كهمة ابن تيمية وهل ستتحرك فينا نخوة تشبه نخوة المعتصم نصرة للدين والعرض والدماء.. اللهم قد بلغنا اللهم فاشهد.
عندما تقود الغربان أتباعها لتفسد ثمار الوطن!
عندما تقود الغربان أتباعها لتفسد ثمار الوطن!
ناصر الفضالة
تأملت في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي ترويه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( خمس من الدواب كلهن فاسق’ يقتلن في الحرم: “الغراب” والحداة ’والعقرب ’والفأرة’والكلب العقور.)
وحين بحثت في العبرة من التخلص من هذه الدواب تحديداً في حرم الله وجدت أن العلة في قتل الغراب أنه يفسد الثمار، والحداة لأنها تخطف الثياب والحلي وتؤذي الناس في لحومهم وقد تسرق الصغير من الولد والبنات، والعقرب لأنها تلسع وتلدغ الانسان فتهلكه. أماالفأرة فلأنها تثقب وتفسد على الناس مصالحها كما تفسد الطعام وتنقل الأمراض وتتسبب في الطاعون ونشره، والكلب العقور لأنه يؤذي الناس وينهشهم ويعتدي عليهم.
إذا كان الغراب دليل قوم يمر بهم على جيف الكلاب
وهذا البيت كان يتبادر لذهني بإلحاح وأنا أطالع صور وفيديو مسيرة الجمعة التي دعت لها إيران وتردد صداها هنا عندنا في البحرين العربية الخليجية وكانت حناجر الولاء الطائفي لفقيه إيران تردد تلك الصيحات الغريبة الصادمة للبديهة والعقل عندما كانوا يصدحون خلف غربانهم الناعقة رجالاً ونساء وأطفالاً :
لا للوحدة.. لا للوحدة.
تسائلت مندهشاً بيني وبين نفسي هل هؤلاء يدركون حقيقة ما يرددون وهل هم في كامل الوعي والإدراك
لا للوحدة!.هل ينادي بهذه الكلمات من يعرف معانيها؟
الم تمر على أذهانهم كل المعاني الراقية والأدبيات التي درسناها منذ نعومة الأضفار مثل قول الشاعر:
كونوا جميعاً يابني إذا اعترى
خطب ولا تتفرقوا آحـــادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت أفرادا.
اكثر ما يثير الاستغراب في أتباع أجندة الولي الفقيه هو تلك العميانية وعقلية القطيع التي تتلبسهم حين يقودهم من ولوه زمام العقل والفكر والدين والمصير والتفسير، فالقوم أصبحوا كالموتى حين يكونون بين أيدي المغسل والمكفن لاحول ولاقوة ولا إرادة لهم فقد خرجوا بشعار مزيف مفاده “لبيك ياوطن” وحملوا الاعلام وصور آيتهم الذي يقدسون وكتبوا عليها: “رجل في هامة وطن” فانفضح الشعار.. وأنكشف فقد عرّفوا الوطن الذي يقصدون حين أختزلوه في صاحب الصورة.. وأصبح الشعار الحقيقي “لبيك يافقيه” وأي فقيه.. إنه وكيل المرجع الإيراني في البحرين! فكيف تلوموننا حين قلنا ان تلك المسيرة كانت تحت شعار: لبيك يا إيران؟ فنحن لم نلغ العقل مثلكم والإرادة.
أمر مؤسف أن تصر فئة من طائفة على تدليس الشعارات والصيحات وتختطف الوطن بالتزوير والفبركات فهم قد صدعوا رؤوسنا على مدى أكثر من عام منذ “هدة” الدوار بأكذوبة الدولة المدنية وحقوق الوطن بينما تكشفهم بشكل يومي ممارساتهم وأكاذيبهم في قنوات الفتنة وعواصم الأعداء فلم يعطونا دليلاً على صدق الوطنية بالإعتراض حين طالب البرلمان الفارسي بضم المحافظة الرابعة عشرة لإيران فهي أولى بها من السعودية التي تريد ابتلاعها حسب زعمهم.. ولم نسمع من وليهم وهامتهم التي تطاولوا بها على قامة الوطن أي استنكار أو انحياز لسيادة البحرين! بينما وجهوا كل سهامهم المسمومة تجاه وحدة عرب الخليج بشكل فاضح ممقوت.
من أكاذيبهم التي يصرون عليها تمثيل الشعب ورغبة الشعب واستفتاء الشعب..فهل استفتوا الشعب على قامة وكيل المرجع الإيراني حين رفعوها لتكون بهامة وطن ينتمي للعروبة وعمق الشعب الخليجي؟
وهل استفتوا الشعب حين أعلنوا جمهوريتهم المهدوية التي تتبع منهج الولي الفقيه الإيراني في الدوار؟
وهل استفتوا الشعب حين حملوا أعلاماً سوداء في هيئة علم البحرين؟ وهل أخذوا رأي الشعب في تغيير مثلثات العلم البحريني من خمسة تعبر عن أركان الإسلام إلى إثناعشر مثلثاً تعبر عن مذهب وليهم وفقيههم الذي وجههم لحركتهم الإنقلابية الانتهازية استغلالاً لزخم ربيع العرب..لقد أصروا إصراراً يشبه عناد البغال حين كانوا يتحدثون بإسم شعب لم يقر لهم بما يقولون أو يفعلون.
لقد انكشفت وأحترقت جميع الأوراق بمسيرة العار تلك حين تنكر القوم لأرقى المعاني البشرية وهي الوحدة التي حثت عليها جميع الأديان والشرائع السماوية والبشرية فتباً للعمى وتباً لإلغاء العقول وتباً لالغاء الانتماء والوطنية من أجل عمامة نصبت نفسهاعلى عقول الاتباع والمريدين وكيلا وممثلاً لرب السموات والأرض. تعالى الله سبحانه عن ذلك علواً كبيرا، وأعطت لنفسها الحق لتقول عن نفسها: إن الإمامة هي مرتبة عالية أعلى من درجة النبوة .!؟ “كما جاء في:الإمامة وأهل البيت النظرية والاستدلال ص٢٢في قول أيه الله محمد باقر الحكيم ”
بالمقابل فإن خروج جمهور الفاتح قالها مدوية بكل مكوناته التي لم تقتصر على مذهب بذاته أو دين أو طائفة فقد تمثل فيه كل مكونات الوطن سنة، وشيعة وبهرة، ويهود، ونصارى، وغيرهم ممن جمعتهم معاني سماوية وشعارات وطنية نادت بشعار سوي بعيد كل البعد عن أي استقطاب طائفي أو فئوي شعار أجمع عليه السواد الغالب لأهل البحرين وأهل الخليج العربي
“خليجنا واحد وشعبنا واحد”.فما أرقاه وأجمله من شعار يرفع لتسمعه الدنيا وتخنس امامه خاسئة كل الغربان التي تنعق نعيق الخيبة والشؤم والتبعية الخائنة الذليلة.
هل نحتاج الى إستفتاء من أجل الوحدة الخليجية؟
هل نحتاج الى إستفتاء من أجل الوحدة الخليجية؟
ناصر الفضالة
عندما وقف وسط الاتباع مزمجراً متوعداً ومتهماً النية للإتحاد بين البحرين والسعودية هدد أمين الوفاق بأن المنطقة ستتعرض لزلزال! إذا تم هذا الاتحاد دون موافقة الشعب وخاض في السيادة التي ستنتقص للبلاد والشعب بسبب هذا الاتحاد الاندماجي لوحصل.
نفس ” الأمين” إبتلع لسانه مرات عديدة حين كان يصرح قادة إيران بأن البحرين هي المحافظة الرابعة عشرة لجمهورية إيران، ولم نسمع له صوتاً أو نحس له ركزا ولم يتحسر على سيادة البحرين وشعبها عندما قال “شهرياري”البرلماني الإيراني:
“إذا كان هناك قرار ما حول البحرين فيجب أن تضم إلى إيران وليس إلى السعودية”!
هذا “الأمين”الوفاقي، في خضم أزمة البحرين في شهر مارس٢٠١١ ومع دخول قوات درع الجزيرة للبحرين حسب الاتفاقية الامنية بين دول مجلس التعاون في اطار التوجس من التدخل الايراني استغلالاً لحالة الفوضى التي سببها هو اتباعه الانقلابيين في البلاد وحين وصله خبر دخول درع الجزيرة وكان في اجتماع لمحاولة اقناعه وزمرته بقبول الحوار من قبل قيادات تجمع الوحدة الوطنية وقف مغتاضاً أمامهم قائلاً هذا احتلال سعودي سنستغيث بإيران من اجل حماية شيعة البحرين منه!!! -“عند الغضب يفضح اللسان مكنونات الصدور وما تبيته النوايا الدفينة”!!
كما لم نسمع من “امين” الوفاق أو أحد أتباعه كلمات تدل على انتماء أو حس وطني أو غيرة على الوطن في مواجهة لغة التهديد الصريح حين قال موقع “تابناك” الإيراني إن الخليج “العربي” ليس مكانا لأولئك الذين لديهم خطط “توسعية”- يقصد وحدوية-، فبيوت حكام الخليج من زجاج فلو تم استهداف محطة تحليه مياه أو محطة لتوليد الطاقة فإنهم لن يتمكنوا من العيش، على حد تعبيره.!!
نعود “لأمين الوفاق” حين كان يرغي ويزبد مطالباً بإستفتاء الشعب في قرار الوحدة وإلا ستحترق البلد حسب تهديده “الأجوف” .. لا شك بأن اداة الاستفتاء من أرقى ادوات المشاركة الشعبية على مستوى العالم ومع ذلك فهناك أيضاً أدوات لاتقل عنها رقياً وتمثيلاً فعلياً لإرادة الشعوب ولنأخذ مثالاً على ذلك الاتحاد الاوروبي فعند الموافقة عليه لم يجر استفتاء عليه الا في الدنمارك، وبريطانيا بينما أقرته بقية الدول الاوروبية الستة عشر عن طريق عرضه على برلماناتها والموافقة عليه من خلال السلطة التشريعية بناء على ماتنص عليه دساتير تلك الدول.
واذا اسقطنا ذلك على الوضع عندنا في البحرين فإن الدستور ينص في المادة ٣٧ على التالي:
“يبرم الملك المعاهدات بمرسوم، ويبلغها إلى مجلسي الشورى والنواب فوراً مشفوعة بما يناسب من البيان وتكون للمعاهدة قوة القانون بعد إبرامها والتصديق عليها ونشرها في الجريدة الرسمية.
وهنا يكون قد استفتى السلطة التشريعية الممثلة للشعب والتي جاءت بالإنتخاب المباشر.
كما جاء في ميثاق العمل الوطني الذي صوت عليه الأغلبية الساحقة من شعب البحرين بنسبة ٩٨،٤٪وهو عبارة عن استفتاء شعبي يرتقي لان يكون إجماعاً نص على التالي:
” تواصل دولة البحرين مع شقيقاتها الدول الاعضاء في مجلس التعاون العمل لتحقيق المزيد من التنسيق والتقارب والتكامل في كيان المجلس خاصة في المجالات التي ما زالت تتطلب تنسيقاً أكثر فعالية كالتكامل الاقتصادي والتعاون الدفاعي والتنسيق الاعلامي هذا بالاضافة إلى الاهتمام بتطوير هيئة المشاركة الشعبية ضمن مؤسسات المجلس.
كما أن ميثاق مجلس التعاون الذي تشكل منذ أكثر من ثلاثة عقود بمباركة شعبية ليس في البحرين فقط بل في كافة دول الخليج العربي ينص اول بند في هذا الميثاق على: إن المجلس يسعى إلى التعاون وصولاً للوحدة الخليجية “الشاملة”.
بعد كل ماذكرناه من شواهد على ان الوحدة الخليجية سواء كانت “كونفدرالية” أو “فدرالية” هي مطلب ملح وحيوي ومصيري لكل شعوب الخليج العربي ولم يعد هناك متسع ولا مجال للتلاعب باسم الشعب من قبل من تشبعت عقلياتهم وأنغمست بالولاء الطائفي على حساب الولاء الوطني العربي الاسلامي، فقد انكشفت النوايا واحترقت جميع اوراق اصحاب التقية السياسية التي تريد ان تسوقنا للتبعية العمياء لملالي فارس ووليها السفيه الذي يحتكم لعقلية فرعون في قوله تعالى: “قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد” ولسنا قومه الذين قال الله فيهم:
(فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ)
لماذا نرفض زيارة القدس الآن؟
لماذا نرفض زيارة القدس الآن؟
بقلم – ناصرالفضالة
الحملات المحمومة التي تقوم بها السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس منذ فترة لإستدراج بعض الشخصيات الدينية والمدنية والشعبية لزيارة القدس بحجة دعم الأقصى والوقوف مع الشعب الفلسطيني في معاناته تحت الاحتلال هي نوع من التمويه على التطبيع مع الصهاينة وخدمة للمشروع الصهيوني في إضفاء الشرعية على تهويده لمدينة القدس تحت شعارات مغرية ملبسة بلباس الدين والحفاظ على المسجد الأقصى، وتعد تلك الدعوات المشبوهة محاولة بائسة للإلتفاف على فتاوى التحريم لزيارة من هم خارج فلسطين للقدس تحت الاحتلال.
واسباب رفضنا لهذه الزيارات المموهة تنحصر في العديد من النقاط الهامة والجوهرية جمعتها من عدة مصادر فلسطينية، نوردها في هذا المقال ليتعرف عليها من أوقعتهم تلك الدعوات في حيرة من امرهم بين التخوف والشوق لزيارة قبلة المسلمين الاولى ومسرى ومعراج النبي الكريم عليه الصلاة والسلام..
*ان تحريم زيارة القدس تحت الاحتلال صدر من اعلى المراجع والهيئات والشخصيات الاسلامية، والمسيحية المعتبرة عند المسلمين والنصارى.
*جميع فتاوى التحريم لزيارة القدس تحت الاحتلال الصهيوني ومنها فتوى الشيخ الدكتور القرضاوي لم تشذ عن اجماع علماء الأمة بتحريم التطبيع مع العدو الصهيوني المحتل لأرض فلسطين.
*محاولات تصوير التحريم وكأنه فتوى شخصية من الشيخ القرضاوي، أو الاخوان المسلمين يهدف للتغطية على موقف دعاة الزيارة والايحاء بأن الامر عبارة عن موقف سياسي من جماعة بعينها يتم التحذير من خطرها والتخويف من اهدافها!
*ان فتاوى التحريم لزيارة القدس وهي تحت الاحتلال وربطها بالتطبيع مع الصهاينة هي فتاوى قديمة قدم قضية فلسطين ذاتها.
*لا وجود لفتاوى معتبرة تجيز ما ذهبت له السلطة الفلسطينية في الدعوة لزيارة القدس في وضعها الحالي.
*الدخول للقدس والاقصى لا يتم إلا من خلال التنسيق المسبق والأذن المباشر من سلطات الإحتل الصهيوني
*المستفيد الأوحد من تلك الزيارات هو الإحتلال الذي يستغل تلك الزيارات ليخدع العالم بأنه يسمح للجميع بزيارة مقدساتهم الدينية وممارسة شعائرهم بكامل الحرية، وهذا خلاف الحقيقة والواقع.
*جميع الدعوات الصادرة لزيارة القدس والأقصى في هذا التوقيت المشبوه لم تأتي الا من عباس، والهباش مع تأييد محدود من بعض الشخصيات غير ذات الوزن والاعتبار السياسي أوالديني، ومعروفة مواقف السلطة من التطبيع والتنسيق مع الصهاينة وهي لا تجد حرجاً في ذلك.
*كما انه لا مصداقية لتلك الدعوات التي لا يستطيع مطلقوها دخول القدس ولا حتى التحرك في مناطق السلطة حتى في رام الله دون إذن مسبق من سلطات الإحتلال الغاشم.
*إن دعم المقدسيين ونصرتهم له اوجه عديدة ليس منها الدخول لهم بتأشيرات وإذن وحماية المحتل الغاصب.
*جميع المبررات التي ساقها “الجفري” و”علي جمعة” لاتستند لدليل شرعي مقبول بل مجرد إعتبارات سياسية بنيت على مواقف سلطة عباس، وقد اعتذر جمعة لعلماء الأزهر وأقر بخطأه وشذوذ ما قام به عند زيارته مخالفاً ما اقره مشايخ الأزهر من المنع للزيارة
*لم تقدم زيارة مفتي مصر والجفري ومن قبلهما وبعدهما أي دعم يذكر للمقدسيين بل جاءت تلك الزيارات بشكل متواري واشبه بالسرية ولم يصدر منهم في زياراتهم أي كلمة او تصريح في القدس بشأن جريمة تهويد القدس ومعاناة المقدسيين الممنوعين من دخول الأقصى من امثال الشيخ رائد صلاح والشيخ عكرمة صبري وغيرهم من العلماء والشعب!
لتلك الأسباب وغيرها الكثير نعتقد ان أي دعوة جادة وصادقة لدخول مدينة القدس وزيارة الأقصى يجب أن تبدأ بدخول المقدسيين والفلسطينيين من الضفة الغربية والقطاع وفلسطينيي ٤٨ وبقية ابناء فلسطين الذين يحول الصهاينة بينهم وبين قبلتهم الأولى ومسرى نبيهم فلا يخفى على المتابعين والمراقبين محاولات الصهاينة تفريغ الأقصى من ابناء فلسطين وتهويد المدينة المقدسة بالكامل.
القدس يا سادة تحتاج من يحررها ويعمل على ذلك ويعد له، لا لمن يجتمع مع قيادات الاحتلال الصهيوني الغاصب ويوقع معه إتفاقيات الذل والخنوع والتنازل واقرار شرعية الاحتلال عليها أو على اجزاء منها.
ان الوقوف في وجه هذه الدعوات المخادعة المشبوهة واجب على الجميع علماء، وحركات، ومؤسسات وتنظيمات، وأفراد غيارى، وليعلم من يصر على زيارة القدس وهي تحت الإحتلال أنه يتحمل وزر فعلته وسيكون وحده الخاسر في مصداقيته وشعبيته وقبوله عند الناس، ولا يلومن إلا نفسه ومن سول له فعلته.
ناصر الفضالة 